الأربعاء، 15 مايو 2013

 





--- من الطبيعي والتقليدي أن يقلق الأبوان على تصرفات الابنة المراهقة، وأن يدققا في طبيعة علاقاتها الاجتماعية بالمحيطين

فليس من المفترض أن يتغافلا عن سلوكياتها أو أن يسمحا لها بالتصرف كما تحب هي دون مراقبة وتدخل كلما لزم الأمر.
يعنى الأبوان بنوعية أصدقاء الابنة المراهقة، وقد يتدخلان أحيانا في اختيار هؤلاء الأصدقاء، والأشد هو أنهما قد يفرضان عليها ألا تتعامل مع أصدقاء بعينهم، وأن تقطع صلتها بآخرين إذا ما ساورتهم الشكوك بخصوص علاقتها بهم، وهنا يبدأ اضطراب العلاقة بين المراهقة ووالديها، وتنشأ خلافات بين الطرفين تسفر أحيانا عن التباعد، وهذا أخطر لأن المراهقة حينها قد تضطر لفعل كل ما تحبه وترغب فيه سرا ودون أن تخبر أبويها، وهذا يضاعف من حجم المشكلة ولا يحد منها كما قد يظن الأبوان.
إن كان من الصعب إقناع الأبوين باحتياجات المراهقة وبأن لها كامل الحق في اختيار أصدقائها ونشاطاتها الشخصية، ولا حل لذلك إلا أن تقبل المراهقة مراقبة الأبوين وأن تطلعهما على أدق تفاصيل حياتها، طالما أن ذلك هو السبيل الوحيد للاطمئنان على سلوكياتها، وإذا ما اطمأنا لرشدها وقدرتها على مباشرة أنشطتها اليومية دون الحاجة للمتابعة المستمرة، فقد تنشأ بين الطرفين ثقة متبادلة ستحد من حالة القلق لدى الأبوين، مع ذلك وللأسف لا تنشأ تلك الحالة من الثقة بسهولة بين الآباء والأبناء من المراهقين، ومن هنا تزداد الأمور تعقيدا.
دائما ما يكون هناك سبب قوي لتوتر علاقة الأبوين والابناء من المراهقين، وهذا السبب يرجع لحرصهما على مصلحة الأبناء وخوفهما من تعرضهم لمكروه نتيجة افتقارهم للخبرات الحياتية الكافية للتصدي للمؤثرات الخارجية، أو لإصرارهم على القيام بأمور تتنافى مع مبادئ الأسرة.
وعادة ما يقع على عاتق الأم مهمة التحري عما يشغل المراهقة ومراقبة تصرفاتها، فهي الأقدر على فهم توجهاتها وكشف أسرارها بقليل من اللمسات الحانية، وبشيء من رحابة الذهن تناقش أسباب الخلاف ويزول سوء التفاهم.
هناك العديد من الطرق التي من شأنها الحد من قلق الأبوين على تصرفات الابنة المراهقة، وهذا ما نستعرضه كما يلي:

المساعدة في تدبير أمور المنـزل:
ليس من الصعب إقناع أبويك بمدى تقديرك لقلقهما بخصوص أمورك الخاصة من خلال تواجدك المستمر في المنـزل في أوقات فراغك، وتقديمك المساعدة في تدبير الأمور المنـزلية، وهذا لن يكلفك الكثير من الوقت، فبدلا من الدردشة لساعات أمام الكمبيوتر أو الانعزال في غرفة مغلقة بعيدا عن الأسرة، عليك بالنهوض ومساعدة أبويك في القيام بجميع الأعباء الممكن أن تساعديهما في القيام بها. ليس من الصعب عليك تنظيف المائدة بعد تناول الطعام، أو كي الملابس أو جمع الملابس المتسخة أو شراء الأغراض من السوق، وهذا لن يكلفك الكثير من وقتك أو الجهد، وسيشعر أبواك بمدى نضجك وبقدرتهما على الاعتماد عليك في تسيير المهام الصعبة.

التعامل برفق مع الجميع والكف عن الإلحاح:

كفي عن التشاجر مع أشقائك الصغار، وامنحيهم من وقتك وعاطفتك ما يعوض انشغال أبويك عنهما، وهذا أيضا لن يكلفك الكثير من الوقت، بل وسيوطد علاقتك بأشقائك وسيجعلهم أشد حرصا على مشاعرك وأكثر إقبالا على مساعدتك كلما لزم الأمر، عليك أيضا بعدم الإلحاح في طلب ما تريدينه، كي لا يزداد سوء التفاهم ويتضاعف الخلاف.

إشعار الأبوين بحرصك على إرضائهما:

لا تستفزيهما بالقيام بما نهياك عنه، واحرصي على ألا تفعلي ما أنت واثقة من أنه يثير غضبهما ويؤذي مشاعرهما، ليس من الصعب أن تتخلي عن بعض رغباتك التي تثير غضبهما والانتظار حتى يسمحا لكِ بالقيام بها أو البحث عن نشاطات أخرى ترضيهما.


0 التعليقات:

إرسال تعليق