-----ترغب النساء بالخروج عن الروتين من خلال التسوق والنـزهات، وهذا ليس بالامر السيء، لكن المبالغة بالامر هو السيء.
ان الشراء المبالغ فيه لدى النساء هو بمثابة تنفيس عاطفي، له عدة اسباب.
من المهم التنويه هنا، الى ان الرجال لا يختلفون كثيرًا عن النساء في تلك الممارسة، لكن هذا الهوس يصيب النساء اكثر نتيجة سيطرة العواطف عليهن اكثر، وكما يقول فرويد: "الانسان هو اسير الرغبات وليس الحاجة". وفي الوقت الذي يسبب التسوق ارتفاع ضغط الدم عند الرجال، تؤكد الابحاث ان خروج النساء للتسوق يفيد صحتها، ويحسن من حالتها النفسية.
تقضي المرأة 3 -4 سنوات من حياتها في التسوق، تشعر بالسعادة في البداية، لكن النهاية ليست سعيدة دائما.
تحصل الرغبة في الشراء عن طريق ثلاث مراكز بالدماغ:
1. يقع البصر على السلعة المثيرة للاهتمام، فيبدأ الدماغ بافراز مادة كيميائية مسؤولة عن لفت الانتباه.
2. يقوم جزء آخر من الدماغ بمعرفة السعر، وقيمته المرتفعة التي لا تتناسب مع الإمكانية المالية، او الحاجة، لتبدأ معركة صامتة في الدماغ.
3. يتدخل جزء ثالث في الدماغ، ليقدم الحلول الوسطى، ويطرح معادلة متوازنة بين القلق، والرغبة بالشراء، لتتم بعدها عملية الشراء.
وهنالك نوعان من الشراء:
- الشراء الايجابي: شراء متطلبات حقيقية يحتاجها الفرد، ويكون هناك توازن بين ما يحتاجه الفرد وقدرته المادية.
- الشراء السلبي: الذي يعتمد على التسوق لمجرد التسوق. إلى ان يصل الى حد الشراهة في الشراء والصرف .
اسباب المشكلة:
1. ضغط المجتمع ورغبته في ظهور المرأة بأحسن مظهر، حيث يشجعها على الصرف والتردد على الأسواق، يتجلى ذلك في المناسبات وحب الظهور والتفاخر، وبالضيافة المبالغ فيها، وغيرها.
2. الظهور بأحسن مظهر من أجل ارضاء الزوج.
3. الهروب من المشاكل: مثل الغيرة، القلق، الكأبة، والوحدة.
4. الاعلانات التجارية التي تستهدف النساء، وتشكل اغراء امام رغبتهن بشراء الماركات.
5. النساء يجدن في الشراء والنـزهات متنفسًا، نظرًا لعدم وجود بدائل، مما يعطيها شعور بالسعادة والفرح.
6. تشعر المرأة بالوحدة بسبب انشغال الزوج عنها، وممكن ان تصل الى حد الانتقام منه بالشراء.
7. خوفا من ان تتهم بالبخل، لذلك فهي تجاري الأخريات.
8. توفير الاحتياجات: المرأة بطبيعتها تفكر في المستقبل، لذلك فهي تميل الى توفير المواد، والاحتياجات داخل المنـزل، لئلا تنقص فجأة.
9. تشجيع الزوج: هنالك ازواج يشجعون الزوجات على الشراء والنـزهات، للتغطية على التقصير من جهتهم، او ليتسنى لهم الوقت الكافي للتمتع بما هم مهووسين به، خاصة في عصر الانترنت، وغيرها من البرامج الاجتماعية.
10. التباهي أمام الآخرين بالاثمان الباهظة.
بعد ان تعرفنا على السبب، أصبح من الأسهل التعامل مع المشكلة، فبالامكان التغلب على تلك المسببات والمبالغات، فيما يلي بعض الافكار التي اقدمها الى المتدربات اللواتي يتوجهن الي، من اجل اكتساب اساليب وعادات جديدة ومفيدة.
ومن هذه الافكار:
1. ان تحدد المرأة حاجتها الحقيقية من التسوق، قبل الذهاب الى السوق، وحصر المشتريات ضمن هذه الحاجات.
2. لا يكون الذهاب الى السوق من اجل الترويح عن نفسها.
3. تحديد ميزانية معينة للشراء، في ايام معينة، او عند الحاجة.
4. فحص انسب الأسعار لميزانيتها، دون المبالغة واستغلال التنـزيلات.
5. البحث عن بدائل للترفيه؛ نواد رياضية، اجتماعية (رغم قلتها )، هوايات، اشخاص ايجابيين، تعلم امور جديدة، موسيقى، تغييرات بسيطة في حياتك وفي المحيط.
6. لا تجعلي مشاكل الحياة والملل والتوتر، سببًا يدفعك للصرف والشراء.
7. لا تنتقمي من زوجك بإرهاقه ماديًا، بل ارهقيه بحبك وحنانك، وافرضي نفسك عليه، وان لم يعجبه ذلك.
8. لا تتسرعي بالدفع، وتأكدي من حاجتك.
9. لا تهتمي كثيرا برأي البائع، فغالبًا هو يهتم باتمام عملية البيع، ولا يعرف محتويات خزانتك وحاجتك.
10. إفعلي ما يناسبك انت، وليس ما يناسب الاخرين .
بما ان الترفيه والمشتريات ضرورية في حياتنا، فلا يمكننا الاستغناء عنها، خاصة في ظل الضغوطات التي نعيشها. ما ادعو اليه من خلال مدونتي الخاصة بالتنمية البشرية، ومن خلال محاضراتي وتدريباتي، هو التوازن في كل مجالات الحياة، فلا تبخلي على نفسك، وعلى من يهمونك، لكن كوني حكيمة واحسبي خطواتك باعتدال، واعرفي ان هذه الظاهرة ليست ادمانًا، كما يدعي البعض، وانه بالامكان التخلص منها. ان كنت غير راضية عمّا انت عليه اليوم، فابحثي عن سعادتك في اساليب حياة مختلفة، مما اعتدت عليها حتى الآن.
مع تمنياتي بالسعادة والنجاح لجميع القارئات والقراء.
0 التعليقات:
إرسال تعليق