تجاوز الحزن عند تغيير محل إقامتك
---- قرر الكبار فجأة الانتقال من المكان الذي ولدت وعشت فيه طوال حياتك، وأصبح عليك الآن جمع كل متعلقاتك ومغادرة حجرتك الغالية، ومدرستك التي بها أصدقاؤك، والاعتياد على منزل جديد ومدرسة جديدة ورفاق جدد، بل وربما يتوجب عليك أيضا الاستعداد للإقامة خارج وطنك إذا كان والدك قد حصل على وظيفة في الخارج مثلا.
مثل هذا التغيير المفاجيء في كل شيء، والابتعاد عن الأماكن المألوفة والأشخاص الذين اعتدنا على رؤيتهم يوميا هو أمر قاس ولاشك، وقد يترك آثارا نفسية سلبية عليك لفترة. لكن لابد أن والديك لديهما ما يكفي من الأسباب المقنعة للانتقال إلى مكان جديد، وهما في المقام الأول يرغبان في توفير الأفضل لك وتأمين حياة أكثر راحة واستقرارا لك في المستقبل.
إليك فيما يلي بعض المقترحات التي ستساعدك على تقبل التغيير، وتجاوز أحزانك بسرعة بعد الانتقال للمكان الجديد:
ابق على اتصال برفاق الماضي من آن لآخر
إذا كان الوضع الجديد لن يسمح لك بالتواصل مع الكثير من الزملاء والزميلات القدامى في مدرستك السابقة والأصدقاء غير المقربين، يجب ألا تسمح لبعد المسافات بالتفريق بينك وبين أعز أصدقائك، فهؤلاء يجب أن تبذل أقصى جهدك للحفاظ على التواصل معهم، ولو من وقت لآخر حتى ولو كانت المسافة بينكن تصل لمئات أو آلاف الأميال. ارسلي لهم رسائل نصية ومعايدات عبر الإيميل في الأعياد ومناسباتهم الخاصة التي تعرفها، ويمكنكم كذلك الاتفاق جميعا على اللقاء من خلال الفيديو كونفرانس، وهي الخاصية التي قربت البعيد، وألغت المسافات، بمساعدة كاميرات الويب وبرامج التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت. لكن لا تقض وقت فراغك بالكامل مع الماضي، واترك بعض الفراغ لعالمك الجديد، وبعض الوقت لاكتساب أصدقاء جدد في بيئتك الحالية.
حان وقت التغيير
اقض أسبوعك الأول في منطقتك الجديدة في محاولة لاستكشاف المكان والأشخاص الموجودين به. هل يتحدثون بلهجتك أم لغة مختلفة؟ هل يرتدي الرفاق من نفس سنك ملابس بطرز مختلفة عما اعتدت عليه في المكان الذي كنت تعيش فيه سابقا؟
إذا كنت في دولة أخرى جديدة، فأهم ما يجب عليك عمله هو البدء في تلقي دروس لتعلم لغتها حتى يمكنك التحاور والتواصل مع أهلها. ثم ابدأ في التعرف كذلك على التراث الموسيقي والثقافي لها، والأطعمة التي تشتهر بها حتى يمكنك الاندماج بشكل أفضل مع رفاقك الجدد، الذين عليك كذلك مراقبة سلوكياتهم وردود أفعالهم لفترة في البداية حتى يمكنك اتباع أفضل الطرق في التعامل معهم بشكل ودي محترم.
اطرق أبوابا جديدة
عندما يصبح كل شيء جديدا في حياتك، فعليك أن تغير كذلك من عاداتك السابقة، فإذا كنت سابقا تكرس وقتك كله للدراسة فقط، وتقضي وقت فراغك بالكامل في المنزل أمام شاشة الكمبيوتر في كسل وخمول، فأمامك الآن فرصة للبدء من جديد. مارس الأنشطة المدرسية بمختلف أنواعها: ثقافية - فنية - رياضية، أو على الأقل مارس النشاط المتوافق مع ميولك وهواياتك. احرص على المشي والتجول في منطقتك الجديدة لمدة ساعة كل يوم صباحا بصحبة والديك، أو أبناء جيرانكم الجدد، وقد تكون فرصة لكسب أضدقاء جدد. باختصار، امنح حياتك رونقا جديدا يمتليء بالحيوية واستمتع بكل يوم في حياتك الجديدة.
اختر أصدقاءك الجدد بعناية
في مدرستك الجديدة، ستلاحظ بالتأكيد أن هناك مجموعة بعينها من الزملاء تجمع فيما بينها صداقة وطيدة، وتشتهر في المكان كله لسبب ما، إما لتفوق أعضائها أو على العكس فشلهم الجماعي أو لكونهم مشاغبين يدبرون المقالب للآخرين في كل حين، أو لأنهم جميعا أعضاء في فريق مدرسي واحد. لا تستسهل الانضمام لمثل هذه المجموعات من الأصدقاء نظرا لكونهم محط أنظار الآخرين، واختر بنفسك لنفسك وبعناية شديدة صديقا - أو أكثر- يشترك معك في نفس الاهتمامات والميول، ويمتاز بالجدية في الدراسة والرغبة في النجاح.
0 التعليقات:
إرسال تعليق