السبت، 15 يونيو 2013

لم يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو هذا الأسبوع متسعا من الوقت للاضطرابات الدائرة في دول الجوار كتركيا وسوريا، ولا حتى لما يسميه "الخطر الإيراني"، ولا الخطط الدبلوماسية المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي التي يجري إعدادها في واشنطن، وذلك لأنه كرس جل تركيزه "للدفاع عن إسرائيل من أحد أعدائها" على حد تعبير صحيفة الجروساليم بوست الإسرائيلية اليوم السبت.

وفي تقريرها أشارت الصحيفة بصورة يغلب عليها الطابع الهزلي إلى أن هذا العدو "ليس الرئيس السوري بشار الأسد، ولا الزعيم الروحي الإيراني علي خامنئي، ولا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان."

العدو الذي يعد نتنياهو لمجابهته يدعى إمانويل ويزر، كما يقول تقرير الجروساليم بوست واصفا ويزر بأنه صهيوني متدين من تل أبيب يعمل محاميا. وكان ويزر قد فشل مرتين في الحصول على مقعد في قائمة حزب الليكود المرشحة للكنيست. كما أن ويزر يراس منظمة تعنى بطرح أفكار "الاب الايديولوجي لحزب الليكود" زئيف جابوتنسكي.

المهم في الأمر أن ويزر مرشح لتولي رئاسة ما يسمى المحكمة الداخلية لليكود وهو منصب لا يمكن التقليل من شأنه وخصوصا في نظر نتانياهو، على حد قول الصحيفة الإسرائيلية.

وتتعلق قرارات هذه المحكمة عادة بأمور إجرائية الهدف منها مراقبة أن الحزب يدار كما ينبغي وفقا لقوانينه الداخلية.

نتنياهو بدوره يخشى أنه إن وصل ناشط سياسي يميني مثل ويزر إلى رئاسة المحكمة الداخلية للحزب فإن المتشددين "الصقور" في اللجنة المركزية لحزب الليكود قد يقدموه للمحاكمة إذا ما أقدم على خطوات تنتهك قرارات اللجنة، كأن يتخذ قرارا بمعارضة قيام دولة فلسطينية، أو أن ينفذ رغبته بفض الشراكة مع حزب إسرائيل بيتنا.

أما السيناريو الأسوأ الذي ينتظر نتنياهو فهو أن تتخذ اللجنة المركزية للحزب قرارا بإجراء انتخابات داخلية للحزب قد تطيح بنتنياهو. بالتالي فإن نتانياهو يسعى إلى أن يكون على رأس المحكمة الداخلية للحزب شخص من رجالاته كي يجنبه كل هذه السيناريوهات.

وبالفعل كان نتنياهو قد أعد الرجل الذي يعتبره مناسبا لهذا المنصب، غير أن الرياح جاءت بما لا تشتهيه السفن. فمرشح نتانياهو نسيم يشايا تلفظ قبل ايام بألفاظ أبعدته عن المنصب كليا عندما قال "إن بعض النساء يستمتعن عندما يتعرضن للاغتصاب." وبعد استبعاده لم يسمح بترشح آخرين للمنصب ما يعني أن ويزر سيحظى بالمنصب بكل سهولة.

يقول ويزر بخصوص مخاوف نتانياهو: "لا أنوي أن أستغل المحكمة لإقناع الناس بقبول وجهات نظري. كل ما أسعى إليه هو مساعدة الليكود الذي يعيش أوضاعا سيئة." مضيفا أن المحكمة لا تتطرق في العادة إلى النزاعات الإيديولوجية، ومحذرا نتانياهو في الوقت ذاته من أنه "إذا كان يخشى أن يقود الحزب كما ينص دستور الحزب، فإن مخاوفه صادقة في حال توليت منصب رئيس المحكمة الداخلية."

وكان مئات من أتباع الليكود قد شاركوا بمسيرة في تل أبيب مساء الثلاثاء الماضي متهمين نتانياهو بأنه يتجاوز القوانين الداخلية للحزب لتحقيق مكاسب سياسية خاصة. كما عبروا عن استيائهم من تأجيل نتانياهو للانتخابات الداخلية أكثر من سنة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق