تصاعدت، الخميس، قضية فتاوى قتل المعارضين في مصر بعد فتوى أصدرها داعية سلفي بجواز قتل من يخرج عن الحاكم.
وأثارت الفتوى التي أطلقها أستاذ البلاغة في جامعة الأزهر، الدكتور محمود شعبان، على قناة "الحافظ" الدينية، قبل أيام، حول إهدار دم قادة جبهة الإنقاذ المعارضة، ردود أفعال واسعة النطاق، بالتزامن مع حادث اغتيال معارض يساري بارز في تونس، الأربعاء.
وقال شعبان أثناء حديثه في قناة "الحافظ" مع مقدم البرنامج، الدكتور عاطف عبدالرشيد، إن كل من طلب الكرسي منازعة للرئيس مرسي، وكل من يريد إسقاط مرسي، وكل من يريد إنزاله "مرسي" من على كرسيه، وكل من يطالب بوضوح بالكرسي مكان مرسي، يصدق عليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "من بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر".
وتابع شعبان: "ندفعه (من يريد إنزال مرسي) بكل وسيلة، فإن لم يُدفع إلا بقتله، وجب قتله".
ولكن عبدالرشيد، مقدم البرنامج الذي تحدث فيه شعبان، نفى إصدار فتوى بهذا المعنى خلال الحلقة التي تحدث فيها الشيخ شعبان، وقال لـ"العربية.نت": إن "الفيديو الذي نشر للشيخ تمت تجزئته، ولم ينشر كله على الإنترنت، وذلك في محاولة لتوصيف المسألة على أنها دعوة لقتل المعارضين للرئيس تطبيقاً للشرع".
وقال عبدالرشيد: "لقد كان الشيخ شعبان يطرح الموضوع لمجرد المناقشة، ولم يكن وحده في الحلقة، بل كان معه علماء عارضوه في طرحه، واتفقت النقاشات على أن إصدار فتاوى بالتعامل بعنف أو قتل المعارضين مسألة تخص ولي الأمر، ويعود الأمر فيها إلى هيئة علمية فقهية مسؤولة، ولا يجوز أن يؤخذ بآراء علماء فرديين مهما كانت فتاواهم بهذا الشأن".
شعبان ينفي تهمة إهدار الدم
وأفاد شعبان في مداخلة لاحقة على قناة "الحياة اليوم" بأنه لم يهدر دم أحد، ولكنه ذكر حديث النبي (ص) وشروح العلماء، وترك تطبيق الحديث إلى الحاكم والقضاء.
وعاد شعبان في وقت لاحق لينفي فتوى قتل قيادات جبهة الإنقاذ الوطني والمعارضين للرئيس مرسي، التي تداولتها وسائل الإعلام المختلفة، وقال إن الفيديو الذي بث على مواقع الإنترنت والفضائيات "قص ولصق"، ومفبرك من جهات غير معلومة تريد تشويه صورة الإسلاميين أمام الرأي العام، بحسب صحيفة "المصري اليوم".
وأضاف: "نحن لا نكفر جبهة الإنقاذ أو غيرها، ولا بد من توافر الشروط الفقهية ورأي كبار العلماء لإهدار الدم، ولكن شرحت في قناة "الحافظ" ما يوجد في صحيحي "البخاري" و"مسلم" من أحاديث وأقوال لا يفهمها إلا طلاب العلم".
وشدد شعبان على "حق الحاكم في قتل رموز المعارضة الذين ينازعونه الحكم، ويسعون لإسقاطه وإسقاط شرعيته".
وقال إن جبهة الإنقاذ تحرق مصر، وقياداتها تبحث عن كرسي الرئاسة، وإن حكمها في شريعة الله هو القتل، على حد تعبيره.
وذكر أن فتواه واستشهاده بأحاديث الرسول (ص)، كانا للتخويف والترهيب، ليتراجع قادة جبهة الإنقاذ عن تخريب مصر، حسب تصريحاته.
وأكد شعبان خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية رولا خرسا على فضائية "صدى البلد"، أن هيئة كبار العلماء، ومجلس شورى العلماء هم فقط من يحددون إن كان الحديث الشريف المتعلق بقتل المخربين والمفسدين، ينطبق على قادة جبهة الإنقاذ أم لا، فإذا انطبق عليهم وجب على الحاكم والقضاء أن يقضوا بقتلهم.
حراسة مشددة على البرادعي وصباحي
وكان شعبان قد خص الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي عند حديثه عن جبهة الإنقاذ، وهو ما دفع البرادعي، الخميس، للمطالبة بضرورة القبض على من يحرض على القتل والعنف، حفاظاً على السلام الاجتماعي.
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، أن الوزير اللواء محمد إبراهيم، أصدر توجيهات للقيادات الأمنية بالوزارة بضرورة تكثيف الدوريات الأمنية بمحيط منزلي البرادعي وصباحي.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، هاني عبداللطيف، إنه تقرر "التعامل الجاد والفوري لدى ورود أي معلومات حول تلقي أي من البرادعي وصباحي لأي تهديدات حقيقية باعتبارهما مواطنين أولاً، ومن الرموز السياسية ثانياً".
0 التعليقات:
إرسال تعليق