الاسد واثق من الدعم الروس
ابدى الرئيس السوري بشار الاسد ثقته بالدعم الروسي له في النزاع المستمر في بلاده، معتبرا ان موسكو تقوم بذلك دفاعا عن 'مصالحها'، بحسب ما قال لوكالة فرانس برس الاثنين نائب لبناني سابق موال لسوريا التقى الاسد امس.
ونقل عبد الرحيم مراد، وهو نائب سني سابق كان ضمن وفد من الاحزاب اللبنانية الموالية لسوريا زار الاسد، قول الاخير ان 'الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال ان معركة سوريا هي معركة روسيا'، مؤكدا ان الاسد 'يقدر تقديرا عاليا هذا الموقف'.
ونقلت صحف لبنانية قريبة من دمشق بعضا مما قاله الاسد للوفد اللبناني الذي ضم قرابة عشرين شخصية، منها حسين الخليل المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسن نصرالله.
وافاد صحيفة 'السفير' ان الاسد اعتبر ان الدعم الروسي لنظامه 'ليس حبا بنا او بشعبنا وليس كرمى لعيوني، وانما لان روسيا تعتبر ان معركة الدفاع عن دمشق هي معركة الدفاع عن موقع موسكو ومصالحها'.
واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات في مجلس الامن للحؤول دون صدور قرارات متعلقة بالنزاع السوري. كما انتقدت موسكو 'الدور السلبي' لمجموعة 'اصدقاء الشعب السوري' التي عقدت مؤتمرا لها قبل يومين في اسطنبول.
وبدا الاسد خلال اللقاء مع الوفد اللبناني واثقا من تغير 'المناخ' الدولي، لا سيما في اوساط الدول الغربية الداعمة للمعارضة السورية.
وقال مراد ان الاسد الذي بدا 'مرتاحا جدا'، يعتبر 'ان الولايات المتحدة براغماتية وبالتالي تغير مواقفها وتتخلى عن الذين تراهن عليهم (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) عندما ترى اننا اقوياء'.
واضاف مراد ان الاسد قال انه 'يعطي الاولوية (الميدانية) بحسب برنامجه وليس بحسب ما يحاولون (مقاتلو المعارضة) توريطنا به. اعطينا الاولوية لدمشق عندما حاولوا الاقتراب منها'، مشيرا الى ان مدينة داريا جنوب غرب العاصمة 'انتهت بكل وضوح'، في اشارة الى استعادة النظام اياها من ايدي مقاتلي المعارضة.
ويشير المرصد السوري لحقوق الانسان يشير الى ان القوات النظامية حققت تقدما في هذه المدينة، لكنها لم تفرض سيطرتها الكاملة عليها، وما زالت تشهد اشتباكات يومية.
وفي وسط سوريا، نقل مراد عن الاسد قوله ان 'معركة اساسية' تدور في القصير الواقعة في محافظة حمص والقريبة من الحدود اللبنانية، و'نريد ان ننهيها مهما كان الثمن'، قبل 'الانتقال الى حلب والمناطق الشمالية' التي تسيطر المعارضة على اجزاء واسعة منها.
وتشهد منطقة القصير معارك عنيفة في الايام الماضية، حيث استعادت القوات النظامية عددا من قرى الريف وتحاول التقدم نحو المدينة الخاضعة لسيطرة المعارضة، بمساعدة عناصر من النخبة في حزب الله اللبناني حليف دمشق، بحسب المرصد السوري.
وانتقد الرئيس السوري سياسة 'النأي بالنفس' التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية للحد من تأثير النزاع في سوريا المجاورة على البلد الصغير المنقسم بين موالين للاسد ومعارضين له.
ونقل مراد عن الاسد 'رفضه رفضا مطلقا سياسة النأي بالنفس'، وقوله انه 'لا يمكن ان يكون لبنان على الحدود ويكون نائيا بنفسه'.
وتابع الاسد، بحسب 'السفير' 'لست افهم، ماذا تعني بالضبط هذه السياسة؟ هل المقصود منها ان ينقل لبنان من مكانه الى قارة افريقيا، ويبقى هناك في انتظار انتهاء الازمة السورية، ثم يعود الى موقعه الطبيعي؟'.
0 التعليقات:
إرسال تعليق