السبت، 2 يونيو 2012

سار صديقان يومين كاملين في الصحراء القاحلة ,

 
تلهبهما الشمس بسياطها النارية ,

 
وتكوي اقدامهما رمال البيداء القاسية ,حتى بلغ

 
بهما العطش والتعب واليأس مبلغاً شديداً ,

 
وبعد جدالٍ حول أفضل الطرق للوصول إلى حيث الأمان والماء

 
صفع أحدهما الآخر ,فلم يفعل المصفوع أكثر من أن كتب على الرمل :

 
( تجادلت اليوم مع صديقي فصفعني على وجهي ) 
, ثم واصلا السير إلى أن بلغا عيناً من الماء ,

 
فشربا منها حتى ارتويا ونزلا ليسبحا , ولكن

 
الذي تلقى الصفعة لم يكن يجيد السباحة , 
فأوشك على الغرق ,فبادر

 
الآخر إلى إنقاذه , وبعد أن استرد الموشك على

 
الغرق ( وهو نفسه الذي تلقى الصفعة )

 
أنفاسه , أخرج من جيبه سكيناً صغيرة ,

 
ونقش على صخرة : ( اليوم انقذ صديقي حياتي ), هنا بادره الصديق الذي قام بالصفع
والإنقاذ بالسؤال ,

 
لماذا كتبت صفعتي لك على الرمل ؟ وكتبت
إنقاذي لحياتك على الصخر ؟

 
فكان أن أجابه : لأنني رأيت في الصفعة حدثاً
عابراً,وسجلتهاعلى الرمل لتذروها الرياح بسرعة ,

 
أما إنقاذك لي فعمل كبير وأصيل , وأريد له أن 
يستعصي على المحو , فكتبته على الصخر .

0 التعليقات:

إرسال تعليق