Pages

السبت، 8 سبتمبر 2012

قصة قصيرة : مدينة بلا قلوب


يحكى أن زعيم أحد البلاد اقتنع بأن العواطف هي السبب في منع وصول إنتاجية أهل البلاد إلى الطاقة القصوى، فطلب من العلماء العمل بجد من أجل تخليص الإنسان من قلبه واستخدام أجهزة أخرى كي يتخلصوا من مركز العواطف.


وبالفعل، وبعد عامين فقط قام العلماء بالتوصل إلى اختراع مدهش ليس له أي أخطار أو أعراض جانبية، فتم أمر أهل البلاد بالخضوع للعمليات الجراحية وإلا لن يسمح بالعمل لأي شخص لديه قلب.


مرت عملية تبديل القلوب بسرعة، وتوقع الزعيم بأن يرى النتائج المدهشة لأفكاره.. وبالفعل فقد بات الناس يعملون من دون شوق لأهلهم ولا لأولادهم، فلم تعد العطلة الأسبوعية مهمة لكن المشكلة .. أن الطاقة الانتاجية انخفضت للغاية!


حاول الزعيم كشف سبب ما يجري.. فهم يحضرون لساعات أكثر ويفكرون بأشياء أقل، فلماذا التراجع؟


استعان الزعيم بحكيم من قرية أخرى ما زال لديه قلب فقال له "ويحك!، ألم تعلم بأن قلب الإنسان ضميره؟...أنت خلصتهم من قلوبهم فعملوا أكثر وأخلصوا أقل، فخسرت!".

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

قصة فلسطينية… بصبرها تهزم الألم وتعود للحياة

بعيون تملؤها الابتسامة وقلوب مفعمة بالحياة سطرت لنا رواية أملٍ لألمْ كاد أن يخطف حياتها بعدما اصيبت بمرض أطفئ بريق ابتسامتها وجعلها طريحة للفراش.

ليندا زعرب من خان يونس متزوجة وتبلغ من العمر 28 عام أم لطفل أصيبت بورم دماغي تم استئصاله في احدى مشافي الخارج ودخلت الى مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي والجراحة التخصصية التابع لجمعية الوفاء الخيرية في غزة وهي تعاني من شلل طولي في الجهة اليسرى وعدم المقدرة على الحديث.

بعد صبرٍ طويل وبأمل بالله وحده وبجهود كوادر فريق التأهيل الطبي بمستشفى الوفاء ورغم المحن والآلام و الصعوبات والمخاطر التي تواجها تحدت المرض وقررت أن تهزمه وتواصل الحياة.

حقيقتها كتلة سرطانية


بكلمات حزينة تحمل حقيقة ما كانت تعانيه ليندا قالت: ” في الثاني من مارس من العام 2012 بدأت أشعر بأعراض المرض أثناء حملي ففي بادئ الأمر صداع فظيع الى تقيء من وقت إلى آخر، وكنت أظن أن هذه الأعراض ناجمة عن الحمل ، لكن بعد اشتداد الصداع وبعد الولادة ذهبت إلى المستشفى الأوروبي والذي اكتشف المرض الذي لم أعلمه، وقام بتحويلي الى مستشفى ناصر والذي بدوره قام بعمل تصوير مقطعي (السي تي) ليشخص المرض على أنه ورماً دماغيا كبيرا في الدماغ ناجم عن كتلة سرطانية.
وبصوت يلفه الألم المرير تابعت تقول ” أنه تم تحويلي الى مستشفى المقاصد بالقدس بتاريخ 8/4، حيث أجري لي عملية جراحية تم خلالها استئصال الورم الخبيث لكن المفاجئة التي تم اعلامي بها من الطبيب بعد العملية أنه نتج عن العملية شلل طولي أيسر افقدها القدرة على الحركة والكلام ”

الآمال الكبيرة بالعودة تتحقق


وتضيف:” بعد ذلك تم تحويلي للمشفى الأوروبي والذي بدوره قام بتحويلي إلى مستشفى الوفاء حيث دخلت المستشفى ووضعي صعب جدا وفاقدة للحركة تمامًا وهنا بدأت الآمال الكبيرة بالسعادة تعود لي بتاريخ 25/4/212 بعد فقداني الأمل بالعودة
وبكلمات ترفرف كجناحي طير فرحاً تابعت تقول ” طرأ تحسن على حالتي بشكل متدرج بعدما كنت في البداية أشعر بضيق بسبب عدم سهولة المرض ولكن بعد دعم فريق التأهيل الطبي بمستشفى الوفاء لي أشعروني أنني في بيتي وأنني لست مريضة فتأقلمت مع المرض، واشعر الآن بأني أعود الى وضعي الطبيعي حيث أشعر بالاتزان وبدأت أقف على قدماي وأحرك يداي وأعتمد على نفسي في ممارسة الأنشطة الجانبية اليومية بعد شهرين من العلاج ، وأزيد على ذلك أنني أعطي نصائح الى الآخرين بضرورة الصبر على المرض حتى يتم التغلب عليه”.

أبواب النجاح متعددة


ومن خلال حوارنا مع الطبيب المشرف على الحالة د. أيمن عنبر قال :”الحالة وصلت الى مستشفى الوفاء وهي في وضع صعب جدا فكانت تعاني من الشلل الطولي الأيسر ولعثمة في الكلام وازدواجية في الرؤية الى أن تم وضع خطة علاجية متكاملة للمريضة لها أبواب نجاح متعددة ومناسبة شملت (الرعاية الطبية والتمريضية والعلاج الطبيعي و العلاج الوظيفي والدعم النفسي والاجتماعي) واستشير خلالها أخصائية العيون والاعصاب وتم التواصل مع مستشفى المقاصد بالقدس.
وتابع بكلمات تريح النفوس: “أن ليندا بحمد لله طرأ عليها تحسن ملحوظ في الأسابيع الأولى الى أن تحسنت بعد شهرين من العلاج في جميع النواحي الطبية والحركية مكنتها من استعادة الرؤيا الطبيعية واختفاء اللعثمة الكلامية والقدرة على المشي وتم دمج المريضة بعائلتها وأسرتها وطفلها مما أعاد الأسرة الى وضعها الاجتماعي الطبيعي.

أساليب حديثة في العلاج


من جهة أخرى ذكر استشاري تأهيل الأعصاب ورئيس فريق التأهيل الطبي في مستشفى الوفاء د. خميس الإسى “انه كما وهو معلوم أن الدماغ يتكون من مناطق دقيقة وحساسة جداً ويحوي بداخله مليارات الخلايا العصبية وإن أصيب جزء صغير منه أو نزع نتيجة ورم أو نزيف أو إصابة فإن ذلك ينتج عنه تأثير واضح على حركات ووظائف المريض ولكن والحمد لله هناك اكتشاف طبي ثوري يقول أن الدماغ البشري يستطيع أن يغير نفسه وأن يطور من قدراته وأن مناطق سليمة في الدماغ بإمكانها أن تقوم بمهام مناطق مصابة أو يتم فتح ممرات للإشارات العصبية كانت خاملة في الماضي
وتابع، أن تحقيق هذه النظرية يتم من خلال تحفيز مستمر لمناطق الدماغ عبر إعطاء الأدوية المنشطة للدماغ واخضاع المريض لتمارين رياضية مكثفة وجلسات تحفيز بالكهرباء وذلك استخدام بعض السبل الحديثة مثل استخدام “جهاز المشي المعلق” والذي بدوره حقق النجاح لتلك المريضة.
الممرضة أم أسامة التي تابعت حالة ليندا تقول: ” ن الخدمة التمريضية للمريضة على مدار الـ 24ساعة من حمام وتقليب بالفراش وتناول للطعام والفحوصات والمتابعة المتواصلة والملاحظة المستمرة ساهمت في تحسن حال المريضة بالإضافة الى تمتع المريضة بإرادة قوية للتغلب على المرض”
أخصائية العلاج الطبيعي فاطمة كرسوع قالت : ” بدأنا مع المريضة رحلة علاجية طويلة اشتملت على تمارين علاجية في السرير وتمارين لاستعادة النشاط ، أيضا كانت تقوم بمساعدتنا بإجراء تمارين للوقوف عن طريق جهاز التوقيف وهذا سهل من العلاج .
الجدير ذكره أن مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي والجراحة التخصصية يعتبر الوحيد والرائد في مجال رعاية المعاقين حركيا وادراكيا لكنه يفتقد في كثير من الأحيان إلى الدعم المالي من أجل مواصلة رعاية المعاقين والمرضى والذي يحقق المشفى معهم الكثير من النجاحات الكبيرة.
ووجهت ليندا بعد عودتها لطبيعتها، شكرها لكل من وقف معها في محنتها من اهل وأطباء ومؤكدة في الوقت نفسه أنها سوف تعطي اولوياتها للبيت وابنها الرضيع عمر و ستكمل مشوارها التعليمي لتلتحق بسلك التعليم وتزيد من خبراتها في مجال المحاسبة.

الاثنين، 3 سبتمبر 2012

عن الثورة والحب!

خشبة مسرح تتوالى عليها شخصيات كثيرة، أصوات، أضواء، حوارات، روائح كريهة وتصفيق حاد، بعدٌ وحزنٌ وخيباتٌ وأشواق، سيوفٌ خشبية لا تلمع، ألبسة تزيينية، لساعتين وتُنزع، ستار مسرح يلتحفه مثقفون وأشباه المثقفين.

"خيبة أمل" كان عنوان تلك المسرحية، تعرض في اليوم ألف مرة وفي كل ثانية تمضي يزداد الخوف من تقمص الدور أكثر. سحقاً للمسرح وسحقاً لعقلي الذي غدا خشبة المسرح.

يبكي القلب في كل يوم وتتحجر مقلة العين، يوم يغرس في قلبي الحنين إلى دمشق الحب والذكريات، ما الذي حل بك أيتها الجميلة، كيف فاض الألم في كل شارع وحيّ من شوارعك الجميلة البرّاقة، كيف أصبح الجميع نازحاً يحمل جروحه وأحلامه وآماله ويرحل بعيداً استجابةً لتعنتٍ أحمقٍ، طويلَ الرقبةِ وغبيّ الطباع.

كالطلقة أصابت موطن الأحلام، كانت الممارسات الدموية لمن نهبنا أربعين عاماً، قذائفٌ ورصاصٌ وبارودٌ ونار وشعبٌ ينهض في كل مرة من تحت الرماد ليكسر قيود الحصار.

في كل ليلِ أعيش مشاعر الحنين المختلفة، تفاصيل منمّقة وأخرى عكرة، أحلامٌ كبيرة تكسرت على حاجز تركيبة سلطوية شمولية جعلت منا عبيداً في مزرعة الأسد. واليوم يقصف الأسد المزرعة بمزارعيها.

هزمني في الشام حبٌ لن يعود ولن يتكرر، وهزمني مرةً أخرى في عمان وكسحني أرضاً في الرياض، هاجمتني بصواريخها اللامرئية، أطاحت بأجمل أحلامي الوردية، أين هي تلك الفتاة الثورية، التي تدرسني قواعد وفنون الحب الثورجية، وتلقنني الفروقات ما بين مقدرات الستينجر وإمكانيات السام التدميرية. وتمنحني إحصائيات يومية حول ما تبقى من مدرعات البطة النازية.

أنّى الطريق للسيطرة على المعابر الحدودية، المؤدية إلى قلب البيضاء الجميلة، تلك التي اشتقت إليها شوقاً حفر في القلب بئراً ارتوازية، اليوم أعلن انشقاقي عن ساديتك المجحفة وسلطتك الديكتاتورية، فأنا إنسانٌ حرٌ لم ولن أرضى بعبودية جميلة الوجه وثنية.

فقاعةٌ فكرية، وأناشيد الثورة الأبية، وسهراتٌ يوميةٌ مضنية تكتسحني فيها أمواجٌ عاتية تتكسر على شاطئ القلب مؤذية ومدوية، تقتلني ملوحة مياه البحر، بين كثبان رملية.

ألمٌ وألمٌ وألم كان العنوان الأبرز والمشترك، ما بين نشرات الأخبار وصحيفة "الأنا" أنا من أخوض المعترك، حزن كثقب أسود ابتلع ما تبقى من فرح أو ابتسامة أو أمل، شكراً لكل من زرع الحزن والأسى وأدار ظهره ومشى.

مللت قرقعات السياسة وأزيز الرصاص ومنعكساتها الانهزامية، أحن إلى شام الحب والجمال في كل لحظة وكل ثانية. كي ألتقي فيها بحسناء "ما" مخملية صبغت شعرها بلون أحمر النبيذ طوعاً لا كراهية.